بعد انتهاء ساعات العمل.. السهرات المخصصة للأمهات في باريس تشهد إقبالاً
بعد انتهاء ساعات العمل.. السهرات المخصصة للأمهات في باريس تشهد إقبالاً
شهدت الملاهي الليلية المخصصة للأمهات في باريس إقبالاً متزايداً، مع تنظيم حفلات تُخصص للنساء فقط بهدف توفير أجواء مريحة وآمنة لهنّ، واستضاف ملهى "راسبوتين" الفخم بالقرب من الشانزليزيه أخيراً سهرة حصرية للنساء، حيث اقتصر حضور الرجال على موظفي المكان وأحد الفنانين.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد، أطلقت كونستانس داموكور، المنظمة للحفلات برفقة صديقتين، هذه الفعالية التي تقام بعد انتهاء ساعات العمل وتستمر من السابعة حتى العاشرة مساءً، موجهة أساساً للأمهات الراغبات في الاسترخاء بعد يوم شاق، سواء في العمل أو في رعاية أطفالهن.
وحققت هذه الأمسيات نجاحاً كبيراً، ما دفع المنظمين للتخطيط لإقامة الفعالية التالية في مكان أكبر خلال شهر أبريل القادم.
انتشار الفكرة دولياً
انتشرت فكرة هذه الأمسيات المخصصة للأمهات في دول أخرى، مثل ألمانيا من خلال فعاليات تحت عنوان "ماما غيت تانزن" (أم تذهب للرقص)، وفي بريطانيا عبر حفلات "مامز ذات رايف" (أمهات متحمسات).
وأكدت جولي، مديرة اتصالات تبلغ من العمر 37 عاماً، أن هذه الحفلات تعد حلاً مثالياً للنساء اللاتي يرغبن في قضاء وقت ممتع دون التضحية بنومهن المبكر أو العودة إلى عائلاتهن في وقت متأخر.
وقالت جولي: "عدم وجود رجال يسمح لنا بالتصرف بحرية أكبر دون الشعور بالمراقبة أو الحكم علينا.. نشعر بشعور قوي من الأخوة والتضامن، فنحن هنا فقط للاحتفال والاستمتاع".
التحرر والشعور بالأمان
لاحظت إيزور، وهي أم لطفلين يبلغان من العمر خمس وسبع سنوات، أن غياب الرجال يخفف من الضغط الذي قد تشعر به النساء عادة بشأن مظهرهن أو القلق من الحكم عليهن.
وأوضحت قائلة: "مع وجود رجال حولنا، تميل النساء إلى القلق بشأن مظهرهن أو الشعور بالحاجة إلى المغازلة.. هنا، نتحرر تماماً".
وأكدت لوسي دي غوركوف، إحدى منظمات الحفلة، أن الأزواج يشعرون بالراحة عندما يعرفون أن زوجاتهم يذهبن إلى حفلات لا يشارك فيها رجال، وقالت: "أعتقد أن الأزواج سعداء لأنهم يعلمون أن زوجاتهم يقضين أمسية مع الصديقات فقط دون وجود مجال للغيرة أو القلق".
تعزيز الأمان في الحفلات
استقطبت هذه الفعاليات نساءً يبحثن عن أجواء آمنة ومريحة بعيداً عن القلق المعتاد في السهرات المختلطة، وأكدت كيلي فوريه، التي أطلقت حفلات "أمي وصديقاتها" في مدينة نانت، أن بعض النساء يفضلن هذه الأجواء لتجنب المضايقات أو القلق من احتمالية إضافة مواد مخدرة إلى مشروباتهن.
وقالت كيلي: "عندما أخرج في حفلات مختلطة، لا أترك مشروبي من يدي خشية أن يضع أحدهم شيئاً فيه.. هنا، أشعر بالأمان".
وتسمح هذه الحفلات للنساء بترك مشروباتهن على الطاولات دون خوف أو قلق، ما يضيف عنصراً إضافياً من الراحة والثقة.
نجاح باهر وتجربة مميزة
قدّرت رسوم الدخول لهذه الحفلات بـ45 يورو (48 دولاراً) وتشمل تقديم مشروبات وبوفيه خفيف يتضمن أطباقاً مثل سمك السلمون، والفواكه، والطماطم الكرزية، وحلوى الماكارون.
انتهت الأمسية في الساعة العاشرة مساءً على وقع أغنية "مورير سور سين" الشهيرة لداليدا، ما أضفى جواً من الرومانسية والراحة.
وعلّقت إندري، وهي أم لولدين، قائلة: "أشعر كأن الساعة قد قاربت الثانية صباحاً"، في حين قالت إليزابيت: "لكننا لسنا مرهقات ولا ثملات.. بحلول الساعة الحادية عشرة سأكون في السرير، وفي السابعة صباحاً سأكون جاهزة لتحضير إفطار أطفالي".
تُظهر هذه الفعالية نمطاً جديداً في حياة الأمهات الباحثات عن الترفيه والاسترخاء ضمن بيئة آمنة ومريحة تتيح لهنّ التحرر والاستمتاع دون قيود.